ahmed lamo bou saada عضو نشيط
عدد المساهمات : 285 تاريخ التسجيل : 28/03/2013 الموقع : bou saada
| موضوع: قوة الصلة بالله ( 2 ) الأحد مارس 31, 2013 2:26 am | |
|
وهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما مررنا بسيرته ،
رأينا صدق اعتماده وتوكله على الله ، وعظيم تضرعه والتجائه إلى مولاه .
أرأيته وهو قافل من الطائف بعد أن لقي ما لقي من الأذى ما الذي صنعه ؟
ما الذي أراد به تفريج همه ؟ ما الذي سعى إليه لينفس من كربه ؟ من الذي توجه إليه ليذهب حزنه ؟
أليس قد لجأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله - عز وجل - وهو يناديه في تضرع خاشع :
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين
وأنت ربي إلا من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عليّ غضب
فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ... )
فينزاح الهم والكرب ، ويزول الحزن ، ويقوى اليقين ، ويعظم الإيمان ، وتنقشع الغمة ،
وتعلو العزيمة ، ويكون المرء مع كل ضعفه المادي ،
أعظم قوة من كل قوى الأرض بإذن الله - عز وجل - ،
ويوم واجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أضعاف من معه من المؤمنين في جيش قريش ،
في يوم بدر توجه - عليه الصلاة والسلام - إلى الله - جل وعلا - :
( اللهم أنجز لي ما وعدتني ،اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من
أهل الإسلام لا تعبد في الأرض.. )
فما زال يهتف بربه ماداً يديه ، مستقبلاً القبلة حتى سقط رداءه من منكبيه ،
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه ، فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه ،
فقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك إنه سينجز لك ما وعدك .
أليس هذا التجاء في أعظم وقت ، وفي أحرج موقف ، وعند التقاء الصفوف ،
وعند مواجهة الخطوب ، وعند كثرة الأعداء ، وفي مواجهة قوى الأرض ..
يستعين النبي - صلى الله عليه وسلم - برب الأرض والسماء ،
أما رأيناه في الأحزاب يوم تجمع الأعداء من كل حدب وصوب ..
اختلفت نواياهم ، وتنوعت مقاصدهم ، لكنهم أحاطوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وبأهل الإسلام ، في مدينة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - .
وذكر أهل السير أن عدتهم كانت عشرة آلاف رجل ، وذكر بعضهم أن هذا العدد كان بعدد
أهل المدينة كلها رجالاً ونساء وأطفالاً ، فأي شيء كان ؟ وأي خطب نال من يقين القلوب ،
أو نال من ثبات الأقدام ، أو نال من همة وعزيمة أهل الإيمان ؟
كلا ! لقد كبّر النبي - صلى الله عليه وسلم – وبشّر ،
في شدة المحنة وفي عزّ تلك المصيبة.
وماذا كانت النتيجة ؟
{ فرد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خير وكفى الله المؤمنون القتال }.
[size=25]ويوم توجه النبي - صلى الله عليه وسلم -
إلى خيبر لقتال فلول اليهود المتجمعة فيها ،
إنما سار باسم الله ، وإنما استعان بقوة الله ، وإنما صاح وهو مقدم عليهم ، ومقبل على ديارهم ..
( الله أكبر .. الله أكبر ، خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) .
هكذا يستصحب المؤمن قوة الله ، هكذا يكون معه دائماً صدق الالتجاء إلى الله ،
هكذا يواجه كل خطب ، ينتصر بإذن الله - سبحانه وتعالى - .
في كل مواجهة الصبر زاد المؤمنين ، والنصر عقبى الصابرين ،
والقادر الجبار نعم العون إن عز المعين ، كم عبرة في الأولين وعبرة في الآخرين لقيت عناد معاندين ،
وغفلة من غافلين ؛ فإذا علا صوت النذير فساء صباح المنذرين .
فالتجئوا إلى الله - سبحانه وتعالى - ..
علقوا به القلوب .. أخلصوا له التوجه والقصد .. فرغوا قلوبكم ونفوسكم من كل اعتماد
أو توكل على غيره .. { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } .
لابد من أوبة صادقة ، وإنابة مخلصة ، والتجاء حقيقي حار مخلص لله - سبحانه وتعالى - ،
ولنهتف ولنردد من أعماق قلوبنا : { ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير }
ولنكن حقيقة على مقتضى الإيمان في الارتباط بالله ، والتخلي عن كل ما سواه
{ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد } .
إنما البشرى لمن يكون راجعٌ إلى ربه ومولاه ، واثقٌ بنصره وتفريجه لهمه وكربه - بإذن الله - ،
وهكذا كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم – يعلمنا .. هكذا كان ينبهنا ،
كما في الصحيحين من حديث ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان يقول عند الكرب :
( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات
ورب الأرض ورب العرش العظيم ) .
وفي حديث أسماء بنت عميس عند أبي داود بسند حسن ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
خاطبها فقال :
ألا أعلمكِ كلمات تقوليهن عند الكرب ! قالت : بلى يا رسول الله ،
فقال لها : قولي الله ربي ولا أشرك به شيئا .
ومعنى هذه النصوص العظيمة ، والأقوال والأدعية المأثورة عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ظاهر بيّن ؛ لأن الالتجاء إنما يكون للملتجئ الحقيقي النافع ،
وهو الله - سبحانه وتعالى - ، فهو - جل وعلا - العظيم الحليم ، وهو رب العرش العظيم ،
وهو رب السماوات والأرض ، هو الذي بيده كل شيء ، وهو التي تنفذ مشيئته في كل شيء ،
وهو الذي تنتصر قدرته على كل شيء - سبحانه وتعالى - ،
ولذلك ينبغي لنا أن نحرر هذا الأمر في واقع حياتنا ، وهو صدق التجائنا إلى ربنا ،
ولا يكون ذلك كاملاً ، ولا يكون عظيماً ، ولا يكون دائماً ، إلا بصدق اليقين بالله - سبحانه وتعالى - ،
والإيمان به - جل وعلا - ، والإيمان بقضائه وقدره ،
ثم الرضا والتسليم لما يجري به قضاءه وقدره - جل وعلا - .
[/size]
يتبع باذن الله | |
|
robben10 عضو مشارك
عدد المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 25/03/2013 الموقع : Mama Afrika
| موضوع: رد: قوة الصلة بالله ( 2 ) الإثنين أبريل 01, 2013 1:45 am | |
| مشكوووووووووووووور اخي الكريم | |
|