youcef mahdi عضو مشارك
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 17/05/2013
| موضوع: تبحث عن السعادة الاسرية...... ادخل الجمعة مايو 17, 2013 3:37 am | |
| ليس لائقًا أن نسترق السمع إلى أسرار البيوت لكن بما أنّ قصدنا شريف وهو أن نطلب لأنفسنا ما نجده من خير وفضيلة عند غيرنا على سبيل "المْعَاندة" والغِبطة فإنه إستراق مسموح وتطفُّل محمود لعلّ الله جاعلُنا أهلَ بيوتٍ -سعيدة طبعًا، فالبيوت غير السعيدة ليست ببيوت وإنما هي بمثل ما اتخذت العنكبوت-...بدون إطالة إليكم الأسرار: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1-إحرص على سلامة يديك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الحث على حُسن إختيار الزوجة :"...اظفر بذات الدّين تربت يداك" ، فاختر زوجتك على أساس الدين لا الجمال ولا المال ولا النسب ولا الحسب، لأن الجمال في بلدنا هذا سلعة وفيرة ليست بالنفيسة ولا بالغالية ولا عناء في إدراكها حيثما بُحث عنها ، فعلى كل الوجوه مسحة من الجمال لكن الدِّين الذي في القلوب عزيزٌ ونفيس والسعي إلى الظفر به أولى من السعي إلى ما هو أهون منه، أما المال فهو من شأن الرجال لا النساء، أما النسب والحسب فكلّنا من آدم وآدم من تراب والعزّة إنما تكون بالدّين والخُلُق القويم وعمل اليد لا بمصاهرة الأكرمين، ثم إن الرجل العاقل يطلب أُمًّا لأولاده قبل أن يطلب زوجة لنفسه، فالغاية من الزواج أصلا هي إنجاب بنات وبنين ينضمّون إلى تعداد أمة محمد صلى الله عليه وسلّم التي يُباهي بها الأمم ، وإنضمامهم هذا يكون بتربيتهم على شريعة الإسلام فالأرحام تُنجِبُ بشرا على الفطرة لتحميهم التربية الصالحة بعد ذلك من أن تفسدهم جميلة الوجه قبيحةُ الأخلاق، وقد سمعتُ من أحد العقلاء ( إحدى العاقلات بالأحرى) أن تربية الطفل لا تبدأ من السنة العاشرة من عمره ولا السابعة ولا الثالثة ولا الأولى ، بل تبدأ قبل زواج الأبوين وبالضبط عند لحظة إختيار الأب لزوجته التي ستكون إن قدّر الله سبحانه أُمًّا للمولود، فاظفر بذات الدّين ولا تخشَ خسران الجمال فالمرأة الصالحة تسرُّك إن نظرت إليها بالضرورة وذلك هو المبتغى من هذا المطلب الثانوي الذي لا ينبغي أن يشغلنا بأي حال من الأحوال عن المطلب الأساسي : الدّين يا سلِمت يداك. 2-إشتر الديول
من أجل تحضير ناجح لأكلة شهية مثل البوراك من الأفضل أن تقوم بشراء وريقات "ديول" جاهزة بدلا من أن تحاول إعدادها بنفسك لأن ذلك قد يكون أصعب مما تتصور، وبناء البيت المسلم مع امرأة مؤمنة صالحة أولى بالعناية من تحضير البوراك فمن الأفضل إذن أن تختار زوجة "جاهزة" الإلتزام أيضا، بحيث يكون إلتزامها أصلا فيها بدلا من أن تختار على أساس معايير أخرى ( المعيار الثانوي ذلك المُغري) ثم تحاول أن تجعل من اخترتها على الدرجة التي تريدها من الدّين لأن هذا قد يكون صعبًا للغاية، وأصعب بكثير من محاولة تحضير الديول في البيت، فالإنسان يكسبُ صفاته عن أبويه ثم لا يكسبُ مثلَ إكتسابِها صفاتٍ غيرها عن أُناسٍ غيرهم مهما كانوا، والزوج مهما بلغ من التأثير في شخصية زوجته فإنه لن يكون بمثل تأثير أبيها وأمِّها عليها، ولقد بَلَغنا من أخبار تعصُّب المرأة لأخلاقها القديمة العجب العُجاب فهذه ترفض تكبير قرص الخبز لأنها لا تخبزُ إلا بنصف القطر الذي كانت تخبز عليه في بيت " أمّها وأبيها" وليست مستعدة للتخلي عن ذلك وتلك تسمّي النعل -أكرمكم الله- كذا ( مثلما كان يسمّيه أبوها وكانت تسمّيه أمّها) لا كذا كما يسمّيه زوجُها وأهل زوجها، فإن كان الحرص والتمسُّك بهذا الشكل في قرص الخبز وتسمية النعل فكيف يكون في ما هو أشدُّ رُسوخًا في النفس من الأخلاق والصفات والأحوال...نعم ، قد يغيّر الإنسان في نفسه إن شاء ذلك بفضل من الله فيتربّى بإرادة منه على ما لم يربّه عليه والداه ولكن بشرط أن يُريد ذلك، فإن أردت الإعتماد على أمل هذا التربّي الذاتي لزوجتك بعد إنتقالها إلى عصمتك فلتفعل ما بدا لك على أن تضمن و تتأكد من أن من اخترتها لجمال عاجل ودين آجل سترغب في تغيير ما بنفسها وإستبدال ما رُبيَّت عليه بما تأمله منها ، أو بعبارة أكثر وضوحا وصراحة: أن تكون عندها أعزّ من أبيها وأمّها حتى يكون ما تأمله منها أعزّ عندها مما حملته عن أمّها وأبيها وهذا ما لست متأكّدا من إمكانية أن يبدر من امرأة ما، ولذلك سأستعين على تأسيس بيتي بإختيار زوجة مستقيمة " من عندهم".
أخالفكم الرأي فهناك وريقات ديول من ساهم في تحضيرها ليس على دراية كافية بكيفية تحضيرها فتنتج وريقات هشة متكسرة لذلك هناك وريقات ديول تحتاج إلى يد خبيرة -ملتزم- يعرف كيف يديرها برعاية لكي يصنع حبات بوراك شهية وليعتمد على من سبقه في صنع هذه الحبات الشهية أن يكون الله ورسوله أعز عندها منك ومن أمها وأبيها بإذن الله سيكون ما تأمله منها أعزّ عندها مما حملته عن أمّها وأبيها ولْتكن متأكّدا من إمكانية أن يبدر من امرأة ما إن شاء الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 3-لا تَسُفَّ التوابل
أحبُّ تشبيه الزواج بأطعمة منزلية شهية ( كالبوراك مثلا) لأنني أخاطبُ أساسا إخواني الرجال ، وأنا أعرف ما للطبخ والأكل من إرتباط لا شعوري بالزواج والزوجة في أذهاننا ، فالرجل أياما قبل زواجه ( أو حتى شهورا وسنوات) يشتاق إلى طبخ زوجته أكثر من إشتياقه لأي شيئ آخر ، وإن كان يستحي طبيعةً وواجبًا من ذكر " الصدقة" التي تكون بينه وبين زوجته المنشودة فإنه لا يستحي من ذكر ما سيكون بينهما من خبز وملح، والطعام الذي تصنعه الزوجة هو أسرع وسيلة تستقلُّها إلى قلب زوجها لأن أقصر طريق إلى هناك يمرّ عبر معدته كما يقولون، وليلة الدخلة الحقيقية تبدأ من لحظة دخول الزوجة ( العروس) إلى مطبخ زوجها، ولذلك فإنّ الزواج الجميل أو بناء البيت -السعيد طبعًا- يشبه في مخيّلة الرجل طبخة لذيذة المذاق طيّبة الرائحة مُغرية الهيئة...المهم، ما أردتُ قوله هنا هو أن الزواج إذا كان طبخة لذيذة فإن الحبّ هو التوابل التي تضيف له لذة على لذته وعبقا على عبقه وجمالا على جماله ( جمال خطوط القرفة على طمينة زمان)، ولكنها تنقلبُ مذاقًا منكرا ورائحة كريهة عندما يحاول ذكيٌّ ما سفّها سفًّا خارج الطعام (اععع) حاشا نعمة التوابل وحاشا نعمة الحبّ الذي يستعمل لغير ما خُلِق له، فهذه العاطفة يا رجال هي وسيلة واضحة الغاية، ونعمة تُشكر أو تُجحد، وشُكرها يكون بإحسان التصرُّف فيها وجحودها والعياذ بالله يكون بإساءة إستخدامها، فمن أراد أن يكون شاكرًا لربه لا جاحدًا لنعمته فليُحسن الحبّ بأن يجعله في مكانه وزمانه الصحيح ( المكان: البيت-السعيد طبعًا-، والزمان: بعد الزواج)، وإلا فإنّه سيفقده حين يكون في أمسّ الحاجة إليه...نعم، الذي يسُفُّ الحبّ خارج إطار الزواج حتمًا سيفقده ويخسره ، فإن لم يكُن ذلك بعد الزواج وكانت دخيرة العاطفة وافرة لدرجة أنها لا تفنى في الدنيا ( وهذا غير وارد) فإنها ستفنى في الآخرة عندما يكون الأخلاء بعضُهُم لبعضٍ عدوّ " إلا المتقّين"، والمتقُّون من الأخلاء والمتحابّين هم الذين لا يعصون الله في محبتهم لبعضهم، والحبّ قبل الزواج معصية -والله تعالى أعلم- إذا كان يدفع إلى المعصية ( الخلوة ، والنظرة الحرام، والقول المنكر...) وهو فوق ذلك تبذيرٌ وإضاعة للنعمة في غير محلّها، والله نسأل العفو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
5-إحذر تذاكر الزواج المزيّفة
لا تبرّر العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج ( سفّ التوابل ) بذريعة مثلما تبرّر بذريعة السعي لضمان زوجة المستقبل وصيانتها من مفاجآت الحياة، ومن الطارقين الغير مرغوب فيهم، على الرغم من أننا قوم يؤمن ويطبّق -من المفروض- قاعدة عدم إستعجال الرزق بما لا يحلّ طلبه به، والزوجة رزق كما نعلم والسعي لضمانها بغير ما يحلّ ضمانها به إستعجال، والإستعجال قليلا ما يوصل إلى النتيجة المرغوبة إن لم يوصل إلى عكسها... إنّ أحكام العقل تحتمل الخطأ وتستحقّ التصويب على خلاف ماهي عليه أحاسيس القلب وعواطفه، ولذلك لا يُلام الرجل إذا أحبّ ولكنّه يُلام على تدبيره وتصرّفه في حبّه، لأن الأول يكون عاطفة قلبية بينما يكون ما يليه تدابير وقرارات عقلية تليها حركات وسكنات سلوكية قد تنفعه إن كانت صائبة وقد تضرّه وتضرّ مستقبليّته (المفترضة) إن كانت غير ذلك ، ولعلّ أخطأ الخاطئ من هذه التدابير ذلك الذي يقضي بأن يكون هذا المحبّ في علاقة عاطفية مبكرة سابقة على علاقة الزواج مع من يراها زوجة الأيام القادمات بنية ضمانها أو " وضع اليد " عليها بالتعبير الدارج، وكأنّه يريد دخول ملعب لمشاهدة مباراة كرة أو ركوب قطار لأجل الذهاب في رحلة بتذاكر مزيّفة لا تخوّله دخول الملعب أو القطار لأنه ببساطة لم يقتنِها من الشبّاك الرسمي لذلك وبالتالي فليس له أي حقوق ولا يترتب على الطرف الآخر الذي هو محبوبته أي واجبات، ولها أن تقبل أول خاطب يأتيها " وله الحجر"، وما أغفله لو ظنّ للحظة بأنها لن تفعل ذلك لأن الحقيقة العلمية تقول بأن المرأة أكثر واقعية بكثير من الرجل في هذه الأمور، فلا تغرنّك أخي الرجل تذكرة زواج مزيّفة تسفّ بها "راس الحانوت" مع "بنت الناس" لأن تذكرة الزواج الحقيقية والوحيدة هي الخطبة فقط. 6-تُحِبُّني...لا تُحِبُّني
تقول الحكمة: إذا كُنت ذا حبٍّ فكُن ذا خُطوبةٍ، فإن فساد الحبّ أن تترددا، لكن كثيرا من الشباب من الذين يستطيعون الباءة يترددون قبل الإقدام على خطوة الخطبة بسبب مشكلة اسمُها:" هل ترضى أن تتزوجني؟"، ولتأذنوا لي قبل المواصلة أن أذكر أمرا طريفا يتعلق بهذا السؤال على وجه التحديد وهو أنّ أحد شعراء التردُّد كان قد كتب قصيدة لأحد مطربي التردُّد -لا جمع الله جهودهم- يقول فيها على لسان رجلٍ متردّد نفس ذلك السؤال الذي ذكرته:" هل ترضى أن تتزوجني؟" ويقول قبلها أنه يجلس في المقهى، مُنتظِرًا، أن تأتي سيدتُه...قبّح الله قولك ، متى كان الرجال ينتظرون في المقاهي لتأتي إليهم سيداتُهم ؟، بل يُسرعون إلى البيوت لأجل تأسيس البيوت -السعيدة طبعًا- إن كانوا يريدونها كذلك ، لأن حقيقة علمية أخرى تقول بأنه إذا كان الرجل ينجذب أول ما ينجذب إلى جمال المرأة ( ولذلك كان هذا الثانوي منافسا لمعيار الدين الأساسي فاحذروه) فإن المرأة تنجذب أكثر ما تنجذب إلى إهتمام الرجل بها وإنجذابه إليها، فالأمر في غاية اليُسر والسهولة بفضل من الله سبحانه ، ولا يحتاج الرجل الطيّب الصالح الكفؤ لينال قبول مخطوبته إلا إظهار رغبته في ذلك، لكن بصورة واضحة فالمرأة تملك من الذكاء والواقعية ما يكفيها لتميّز بين الإهتمام الحقيقي وبين التردُّد المغلّف بإهتمام مزيّف، ولا صورة أوضح لإهتمام الرجل بالمرأة من صورة التقدُّم لخطبتها على سنة الله ورسوله، أمّا لعبة "تحبّني أو لا تحبّني" التي تُلعب بالأزهار فأساطير الأولّين من الصبيان والمتردّدين، فلكلّ حبٍّ ردُّ حبّ مُساوٍ له في الشدّة ومُقابل له في الإتجاه. 7
الإستعداد لغة هو إعداد العدّة، و إصطلاحا في ميدان حُسن العِشرة الزوجية هو إعداد ما يكفي من الحبّ والإيجابية وتسبيق المحاسن على المساوئ لمواجهة ما قد يظهر بين الزوجين بعد زواجهما من فتور ( في أحسن الأحوال) أو ضيقٍ من بعض خُلُق الزوجة ( في أغلبها) ، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " لا يفركُ مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلُقًا رضي منها آخر" ، ويفركُ ويكره من المترادفات، أي أن الرجل لا يكره زوجتهُ إن كره منها شيئا من صفاتها، لأنه لن يكره منها شيئا إلا ويحبَّ منها آخر فيُزهق حبُّه لجزءٍ بُغضَهُ لجُزء ، ليخلو المكانُ للحبِّ بعد أن يحملَ التباغضُ أغراضه ويرحل إلى مكان غير البيت -السعيد طبعًا -، فهذا الضيف الثقيل على يوميات المتزوجين لا يُدافَع إلا بالحبُّ، ولا يُستعدُّ له إلا بالحبّ ، خاصّة منه ذلك الذي يسمى " الأعمى" مجازًا فقط لأنه في الحقيقة " المُعمي" أو " العَامِي"، فهو يُعمي عين السخط التي تُبدي المساوئ ويترك عين الرضا مُبصرة لكلّ جميل، ولا تخلو مؤمنةٌ بإذن الله من جميل يُبصَر ( بصرا وبصيرة) ويُحبُّ، كما لا تخلو من نقصٍ بشري يُعمى عنه ليعيش الحبّ، أو بعبارة أخرى لا تخلو الزوجة البشر من نقص أو تقصير "يجيئ على العين العوراء للرجل"، فلا يؤثر إن كان على ما يجب أن يكون، وما يجب أن يكون بطبيعة الحال هو الحبّ المستمرّ الذي لا تقطعه قاطعة ولا تفصل بين لحظاته فاصلة 8-كونا واحدًا...ولا تكونا واحدًا
تقتضي الحكمة الزوجية مما تقتضيه أن ينسى أحد الزوجين ( خاصة الرجل بما أننا نخصُّه بهذه الرسائل) كيانه الفردي في علاقته مع الآخر، فلا يعامله معاملة الفرد للفرد بل معاملة الفرد لنفسه، ولا يصنّف الأشياء على أساس هذا خاصّ بي وهذا خاصّ بزوجي، بل يشترك وقرينه في عمليات الإستقبال والإرسال مع العالم الخارجي، فيكون ما يُفرح زوجتي يُفرحني وما يُضايِقُها يُضايقُني، ما يسرُّها يسرُّني وما يُزعجُها يُزعجني، ما يُرِيحُها يُرِيحُني وما يشقُّ عليها يشقّ عليّ، إذا ألقى عليها السلام أحدٌ ( من محارمها) فقد ألقاه عليّ ، وإذا برّ بها ولدُها فقد برّ بي...فمن ثمرات هذا الإشتراك وهذا الإندماج الذي يشبه في العلاقات الدولية إتفاقية عدم الإزدواج الضريبي، أنه يخفض نسبة إحتمال حدوث الخلافات في البيت -السعيد طبعًا- بقدر معتبر، ويحول في حالة حدوثها دون إتخاذها حجمًا أكبر من حجمها، فطالما كان الزوج وزوجته واحدًَا فلا خوفٌ عليهم من الشقاق وسوء ذات البين لأن الأمعاء وإن كانت تختلف فيما بينها ( حسب أحد الأمثال الشعبية) فإنها لا تؤذي نفسها ولا تصلُ من الخلاف والإحتكاك إلى ما يصل إليه بعض المختلفين من الأزواج الذين لا يعاملون بعضهم على أساس أنهم شخصٌ واحدٌ في المواقف التي تستدعي ذلك، إذن فمن الحكمة أن تكونا واحدًا، لكن وفي نفس الوقت هنالك مواقفُ أخرى تستدعي عكس ذلك، إذ أنه من الحكمة الزوجية أيضا أن لا تنسى أنكما اثنان مختلفان في الطباع والميول والإهتمامات، فلا تفرضُ في البيت نظرتك دون نظرتها، ولا تعتمد على رأيِك دون رأيِها في الأمور التي تحتاج إلى المشاورة والتفاهم، بل تسعى معها إلى الوصول إلى مساحة بين ماتراه هي وماتراه أنتَ، ترضونَها وتتَّفِقون عليها،فإن كنت مثلا تحبّ طلاء الجدران بالأخضر وكانت زوجتُك تحبّها باللون الأصفر( مثلا) فالحكمة أن لا تنسى أنها موجودة إلى جانبك وأنكما اثنان يُرزقان ، فلا تلوّن بيتك ولا حياتك بما تراه وما تحبّه فقط بل تُراعي ما ترى وما تحبّ زوجتُك، فيكون لون بيتكما برتقاليا إن تراضيتُما على ذلك وتكون سائر أموركما على نحو هذا المزيج ما بين لونك ولونها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 9-ساعِدها في المطبخ
للرجل في بيته أشغاله وواجباته الخاصة التي لا تقوم بها المرأة وللمرأة أشغالها وواجباتها الخاصة التي لا يقوم بها الرجل، فالمرأة تطبخ وتغسل وتجلي وتمسح الأرض والرجل يغيّر المصابيح ويدهن الجدران ويصيد الفئران إذا لم يكُن يربّي قطًّا، وإشتراكهما في مسؤولية أشغال البيت الداخلية لا يعني أن تتداخل الواجبات الخاصة بكل طرف منهما فيما بينها، فمساعدة الرجل لزوجته ليست بالضرورة أن يطبخ بدلاً عنها أو يكوي الملابس أو يجلي الصحون، ومساعدة المرأة لزوجها لا تجعلها تثقب الجدار بالآلة الخاصة بذلك، فهي لا تتجاوز مدّ يد العون وبشكل محدود جدًّا من قِبل الزوج لزوجته فيما هو واقع تحت مسؤوليتها شرعًا أو عُرفًَا ومن قِبل الزوجة لزوجها فيما هو واقعٌ تحت مسؤوليته شرعًا...فتساعدُ الزوجةُ زوجَها إذا كان معلَّقًَا على السلّم من أجل تغيير المصابيح بأن تسلّمه إياها من أسفل حتى لا ينزل لأجلها من أعلى ، ويُعينُ الرجلُ زوجَتَه في المطبخ بأن يفتح حنفية الماء أو باب الثلاجة أو الفرن بدلا منها حتى تدخّرَ طاقة فعل ذلك لأمر آخر لا يقدر على فعله بدلا منها، أو يقوم بدور الممرض مع الجرّاح فيسلّمها المِشرط والمقصّ والضمادات( أدوات الطبخ) عندما تطلب ذلك ويقرأ لها ما يظهر على اللوح الإلكتروني( إشارات الفرن) الذي عند رأس المريض( الطبخة) ويمسح العرق عن جبينها بين الحين والحين...حسنًا، لن يكون الأمر بهذه البساطة على الميدان لكنه مبدئيا كذلك، ولا يعقّدُ الأمرَ إلا تصورُّنا له وعاداتنا التي ألفناها ومناقضتها لعادات أخرى -حميدة- لم نألفها، والمؤمن يحرص على ما ينفعه، فإن كان النفع في غير المألوف من العادات فتلك ضالّة الزوج الراحم لزوجته ( من الرحمة التي جعلها الله بين الزوجين إلى جانب المودّة) ، فلا يقولنّ أحدٌ أنه لا يساعد زوجته في المطبخ وفي غير المطبخ لأنه يعلم مثلما نعلم بأنها تفعل ذلك "أي تساعده" وبأنه يحبُّ منها أن تفعل ذلك "أي مساعدتها له" ولن يمنعه عن ردّ الجميل وعن المعاملة بمثل ما يحبّ أن يعامل به إلا الكسل أو العجز أو البخل وفي كلٍّ شرّ، وفي مساعدة الأهل الخير للأهل وخيرُنا خيرُنا لأهله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
10-عدِّل وجهة صواريخك
غيرة الرجل على امرأته واجبة شرعًا وفطرة، غير أنها قد تتحوّل عن وظيفتها البنائية والحمائية ( بناء البيوت على أسس قويّة وحمايتها وتأمينها) إلى وظيفة أخرى هدمية تهدم البيوت -والعياذ بالله- بدلا من أن تبنيها وتروّع الأهل بدلا من أن تؤمِّنَهُم، وذلك عندما تكون هذه الغيرة من الزوجة لا عليها، بينما الغيرة الصحيحة السليمة الواجبة هي ما كان من الزوج على زوجته حمايةً وصونًا لها وحرصًا عليها، لا ما يكون من ريبتِه و سوء ظنّه بها، وإتهامِّه لعرضِه قبل إتهامه لعرضِها لأنه لا يتّهِمُها حين يتّهِمُها إلا وهو متّهِمٌ لنفسه إذ أنه وإياها واحدٌ كما سبق وقلنا، ففي الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينهى الرجل عن أن يتخوّن أهله ، فلا يأتي بيته بليلٍ إذا كان غائبًا لسفرٍ أو لشأنٍ آخر من دون أن يُعلم زوجته بقدومه لأجل أن يترصد لها شكّا منه وريبة، ولا يفتِّشَ هاتفها ولا يتتبعَ خُطاها ولا يتجسّسَ عليها ولا يسألَها عمّا تفعلُه ولِما تفعلُه ( فيما يغار الرجل لأجله)، لأن الرجل الغيور حقّ الغيرة هو مِن زوجته بمنزلة الجيش من الجمهورية أو الإمارة أو المملكة ( لكلٍّ حرية تشبيه زوجته بما يحبّ من أنظمة الحُكم)، والجيشُ لا يوجِّهُ صواريخهُ تجاه تراب الوطن الذي ينتمي إليه ويتولى مهمة الدفاع عنه بل لا ينصبُها إليه أصلا، وإنما يوجّهُها ويُعِدُّ قوَّتَها لغيرها مِن عدوِّها وعدوِّه،فلا يوجَّهُ اللوم والعتابُ للزوجة إذا ما تحركّت الغيرة في صدر الرجُل على الإطلاق، ولا تكون في موضع التهمة مهما كان الحال، لأنها المحميّةُ لا المحميُّ مِنها، والمَصُونَة لا المُصانُ مِنها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
11-لا تحقرنّ من الحجارة شيئا
"حجرة من يد لحبيب تفاحة"، يعبّر هذا المثل الشعبي الجميل عن ثقافة شعبية يشترك فيها أفراد المجتمع و"فرداته" بشكل خاصّ لأنه مثلٌ نسويّ منهنّ وإليهنّ لأسباب يطول شرحُها، ولذلك فإنه مفيد للرجل في معرفة ما الذي تريده الزوجة منه بالضبط فيما يتعلّق بالهدية والإهداء، فهو وإن كان في ظاهره يحضُّ ويشجِّعُ على تقديم الهدية فإنه يلمِّحُ ضمنيًّا إلى ضرورة أن يدوم الإهداء ويستمرّ ولا يقتصر على مناسبات متباعدة، فهي تقول لك بأن القليل يكفيها كهدية منك وتُريد من ذلك -إلى جانب التخفيف عنك طبعًا- أن تُكثِر لها بالهدايا فلا تغبُّ ولا تغيب، لأن التقليل وسيلة للدوام وهنّ يعرفن ذلك، إذن فالأهمّ في هذا الفعل الودّي بالنسبة إلى زوجتك بحسب المثل الذي تواضعت مع بنات جنسها على إعتماده هو أوّلا أن تكون الهدية ، كبيرة أم صغيرة، فاخرة أم بسيطة، حُلوة أم مالحة، المهمّ أن تكون وتوجد وبإستمرار كما سبق وقلنا ( تذكّر قاعدة: لا تغيبُ ولا تغبُّ)، لأنها قالت -إنتبه جيّدا- حجرة من يد لحبيب تفاحة ولم تقُل لا شيئ من يد لحبيب تفاحة، وثانيًا أن يكون مقدّمُ الهدية أو المتقدّم بها حبيبًا ، أي مُحبًّا ومحبوبًا ، فقد قالت حجرة من يد لحبيب ولم تقُل حجرة من يد أي شخص، لأن لبّ الهدية وجوهرها بالنسبة إليها هو أنت: الزوجُ الذي يحبُّها وتحبُّه والذي تشاركُه البيت -السعيد طبعًا-، ولو أننا أردنا صياغة تعريف الزوجة للهدية في جملة مفيدة ( مفيدة جدّا) لقُلنا بأنّها:" شيئٌ يقدِّمُه الحبيبُ" ليكون نوع الهدية ولونُها وقيمتُها المادية أقلّ شيئ من حيث الأهمية في عملية الإهداء الزوجي لوروده نكرة في التعريف ، ويكون الزوجُ الحبيب أكثر شيئ من حيث الأهمية في العملية لأنه ورد معرفة، ويكون فعلُ التقديم في المرتبة الثانية من حيث الأهمية لأنه ورد مقترنًا بهاء إضافة تعود على العنصر الأكثر أهمية ، والذي نتوقّع منه أن لا يملّ من تقديم الهدايا -الصغيرة خاصّة- لأنها تعبيرٌ عن وجوده العاطفي كمُحبّ ( رحمة) ومحبوب (مودّة)،فلا تُهدِ غبًّا تزدد حبًّا، ولا تحقرنّ من الحَجَراتِ شيئًا. منقول | |
|
jojo&moh المدير العام
عدد المساهمات : 338 تاريخ التسجيل : 25/02/2012 العمر : 33 الموقع : bou saada
| موضوع: رد: تبحث عن السعادة الاسرية...... ادخل الجمعة مايو 17, 2013 4:21 am | |
| ثسلم على الطرح
وان شاء الله بيستفيدو منه
يعطيك العافيه | |
|